الأحد، 18 أغسطس 2013



الاكتئاب Depression
الاكتئاب Depression

يعرف الاكتئاب بأنه: الشعور بالفشل والانسحاب الاجتماعي والهروب، مع فقدان الأمل والانغماس في التشاؤم من المستقبل، وربما فقدان الشهية للطعام، ووجود صعوبة في التركيز.
ومن النادر أن نجد مظاهر اكتئاب للأطفال في الفئة العمرية 6-12 سنة تختلف عن المظاهر والأعراض التي تظهر عند الكبار، وإن كانت الأوساط الطبية حتى سنوات قريبة لا تعترف بوجود اكتئاب عند الأطفال، لذا سيتم عرض للأسباب والتشخيص والعلاج بشكل عام، فما ينطبق على الكبار ينطبق على الصغار، والفارق ليس في النوع ولكنه في الدرجة.
أسباب اضطراب الاكتئاب   Etiology
إن الأسباب المسببة للاضطرابات الوجدانية غير واضحة، والمحاولات لمعرفة هذه الأسباب يشوبها اللبس وعدم الوضوح، فقد قسم الدليل التشخيصي و الإحصائي للأمراض النفسية DSM-IV العوامل المسببة للاضطرابات الوجدانية إلى تقسيم صناعي حيث وجود عوامل بيولوجية، وعوامل جينية، و عوامل نفسية اجتماعية، وهذا التقسيم الصناعي يحمل تفاعلاً بين هذه العوامل فعلي سبيل المثال:
- العوامل النفس اجتماعية والعوامل الجينية يمكن أن تؤثر في العوامل البيولوجية.
- العوامل البيولوجية والنفسية اجتماعية يمكن أن تؤثر في العوامل الجينية.
- العوامل الجينية والعوامل البيولوجية يمكن أن تؤثر في استجابات الأشخاص للعوامل النفسية.
وبناءً على ذلك فسيتم عرض للنظريات المفسرة للاكتئاب منفردة، ولكن هذا لا يعني أنها ليست متفاعلة مع بعضها البعض، وفيما يلي بيان ذلك :
1-      عوامل بيولوجية Biological   Aspects :
من المعروف أن الاكتئاب مثله مثل كثير من الاضطرابات النفسية الأخرى، هناك ثلاثة مصادر أساسية و هي المسؤولة عنه، والمصدر الأول يتعلق ببناء الجهاز العصبي ووظائفه (والذي يمثل المخ أحد أعمدته الرئيسة، والمصدر الثاني ويرتبط بالتغيرات الكيميائية الحيوية وما يرتبط بها من عناصر التحكم في وظائف المخ والبدن (أي العقاقير)، والتوازن أو عدم التوازن الهرموني، أما المصدر الثالث فهو الوراثة حيث يؤدي العامل الوراثي دورًا مهمـًا في نشأة الاكتئاب، فقد تبين زيادة نسبة الاكتئاب في أقارب الدرجة الأولي للمرضي، وتؤكد الدراسات أن عدد الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب في أسرة المريض يزيد بمقدار ثلاثة أضعاف عن الأسر العادية، وهذا يؤكد العامل الوراثي في مرض الاكتئاب، في حين عامل الوراثة لا يعد واضحـًا بصورة قاطعة في الاكتئاب، حيث تعذر وجود نمط وراثي واضح بالنسبة للاكتئاب الخالص بما فيه الاكتئاب العصابي أو الاكتئاب الاستجابي بما يشير إلى صعوبة وجود تفسير وراثي بسيط لكل أنواع الاكتئاب.
ويتضح من عرض الأسباب البيولوجية إنها اعتبرت الاكتئاب راجعـًا إلى عدة مصادر، أولها: أنه نتاج للجهاز العصبي، ووجود خلل في مصادره، وثانيهما: وجود خلل في كيمياء المخ، وثالثهما: أنه نتاج للعوامل الوراثية، وأنه يزداد في أقارب الدرجة الأولى للمريض.
2-   عوامل سيكو دينامية Psychodynamic Aspects  :
فسر الاكتئاب من المنظور التحليلي علي يد "سيجموند فرويد" Freud ، "وكارل أبراهام" Abraham، فقد وصف كل منهما الاكتئاب كاستجابة معقدة لفقدان الحب لشخص أو شيء ما، وهذا الفقدان يمكن أن يكون واقعيـًّا كالموت أو الانفصال أو قد يكون متخيلاً، فالنسبة لأبراهام Abraham فيري أن الأشخاص المعرضين للمظاهر والأعراض الاكتئابية هم أفراد يتسمون بالتناقض الوجداني تجاه الناس، مع وجود مزيج من المشاعر الإيجابية والسلبية، أما فرويد   Freudفأرجع الاكتئاب – أو كما أسماه الميلانخوليا Melancholy– إلي الغضب وخيبة الأمل الناتج عن فقدان شخص أو شيء ما أو ما يسمى العلاقة بالموضوع، وأولى مصادر الحب بالنسبة للشخص هي العلاقة بالوالدين في الطفولة الباكرة، ويتم بعد ذلك تعميم هذا الفقدان فيؤدي إلى انخفاض تقدير الذات، والميل إلى الانشغال بنقد الذات Self – Criticism.
ويتضح من عرض النظرية التحليلية للاكتئاب أنها ترجعه إلى الخبرات الطفولية الأولي وتحديدًا علاقة الطفل بوالديه باعتبارهما أولى مصادر الحب بالنسبة له، وعندما يفقد الطفل مصادر هذا الحب أو لا يجد مصادر لإشباع حاجته النفسية للحب، فإنه يشعر بالغضب والعداء نحو مصدر الحب، ولكن هذا الغضب وخيبة الأمل يتحولان بفعل مشاعر الذنب إلى الداخل أو الخارج لينتج عنها الاكتئاب.
3-    عوامل معرفية Cognitive Aspects  :
تعدُّ النظريات المعرفية من أكثر النظريات المفسرة للاكتئاب اليوم، وتركز على الأفكار الخاصة بالشخص المكتئب، فقد لاحظ أنصار التوجه المعرفي للاكتئاب أن العوامل السلوكية والكيميائية هي عناصر مهمة للاكتئاب ولكنها لا ترتبط بطبيعة وأنماط العمليات المعرفية، ويؤمن المعالجين المعرفيين بأنه عندما تتغير العمليات المعرفية فإن الاستجابات السلوكية والكيمائية تتغير أيضـًا، وتختلف النظرية المعرفية عن السلوكية في نقطتين أساسيتين : الأولى: ففي حين تركز النظرية السلوكية على السلوكيات الملاحظة، فإن النظرية المعرفية تركز على السلوك غير الملموس كالاتجاهات، والصور، والذكريات، والمعتقدات غير الظاهرة، والنقطة الثانية: وهي أن النظريات المعرفية للاكتئاب تعتبره سوء توافق وتفكير غير عقلاني في بعض الحالات، وأن الأفكار المشوهة هي السبب في الاضطراب، وحدة أعراضه، أو الإبقاء على الأعراض والسلوك الاكتئابي، والشعور بالمزاج السلبي، كما أن بعض الأعراض الجسدية التي تظهر كأعراض للاكتئاب ينظر إليها كنتاج للأنماط معرفية خاطئة، هذا ويمكن تلخيص النظريات المعرفية للاكتئاب في ثلاثة نماذج:
1- نموذج التشوه المعرفي "لبيك" Beck s cognitive- distortion modle   ؛ والذي   أرجع فيه بيك الاكتئاب إلى الأفكار السلبية نحو الذات والحاضر والمستقبل، فالاكتئابي لديه تحريفات نحو الواقع بشكل سلبي ويركز علي الجوانب السلبية للموقف وليس لديه أمل للمستقبل.
2- أنموذج العجز المكتسب لـ"سيلجمان" Seligman s helplessness model ؛ حيث افترض سليجمان Seligman أن التجارب المتكررة عن العجز في حياة الشخص تؤدي إلى الاكتئاب، لذا فإن الأفراد المكتئبين عندما يحققون نجاحـًا معينـًا فإنهم يرجعوا نجاحهم للحظ وليس لما يتمتعون به من قدرات.
3- نظرية التعاسة للاكتئاب Helplessness theory of depression ؛ وترى أن سلوك الشخص المكتئب يعزله في النهاية عن الزملاء والأصدقاء ويضعف علاقاته الاجتماعية، مما يقلل التقوية من جانب، ويزيد من التعاسة والعزلة الاجتماعية للفرد من جانب آخر.
  ويتضح مما سبق أن المدرسة المعرفية ترجع الاكتئاب إلى انخفاض تقدير الذات، والشعور بالتفاهة، وعدم القيمة، وتري أن طبيعة الإدراك المعرفي لدى الاكتئابي تتسم بالخلل، حيث تسيطر عليه العمليات المفرطة في الحساسية للمواقف والأحداث، والتحريفات السلبية لخبرات الحياة، والتقييم السلبي للذات، والعجز، والتشاؤم، ولوم الذات، وبالتالي فهناك خلل في استجابته للمثيرات البيئية المحيطة، ومن ثم يتكون مفهوم سلبي للذات قائم على بناء معرفي سلبي.
4- عوامل سلوكية Behavioral Aspects:
خلافـًا لنظرية التحليل النفسي والتركيز على الخبرات الطفولية الباكرة والعمليات النفسية الداخلية، تنظر النظرية السلوكية للاكتئاب من خلال مصطلحات الاستجابة إلى المثيرات ثم تعميم هذه الاستجابات، فعلى سبيل المثال:
فقدان شخص الاهتمام لقطاع عريض من الأنشطة (الطعام، أو الجنس، إلخ)، وذلك في استجابة لموقف محدد كفقدان عمل، فالفكرة الأساسية هي أنه إذا أعقب السلوك بمعزز جيد فإن السلوك سيزداد، ولو أن التعزيز قد منع أو قل.
ويتضح مما سبق أن الاكتئاب يرتبط وفقـًا للوجهة السلوكية بمفهوم التدعيم أو التعزيز، فالتعزيز الإيجابي يترتب عليه تكرار السلوك وزيادة الدافعية لدى الفرد، أما التعزيز السلبي فيتسبب في الشعور بالبؤس، وعدم الارتياح، وخفض تقدير الذات، والشعور بالذنب.
5-  العامل الاجتماعي Social Aspects  :
يفسر لنا أصحاب المدرسة الاجتماعية السبب عند البعض منهم إلى تزايد نسبة الانفصال والطلاق بين الأزواج، حيث تضاعفت هذه النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا، وهي أيضـًا أصبحت متزايدة على المستوي العالمي، وفي كل المجتمعات تقريبـًا، والبعض الآخر يرى أن السبب يكمن في افتقاد الفرد الآن إلى كثير من مصادر الدعم والحماية، فلم يعدّ الآباء الآن قادرين على قضاء وقت أطول مع أبنائهم، كما كانوا يفعلون في السابق.
ويتضح مما سبق أن أصحاب المنحى الاجتماعي يفترضون عدة أسباب تؤدي لظهور المظاهر والأعراض الاكتئابية منها: الانفصال والطلاق بين الأزواج، ضعف الروابط الأسرية، قلة الدعم العاطفي والاجتماعي بين أفراد الأسرة، والانشغال الزائد للوالدين عن الأبناء.
ونستخلص مما سبق أن الأسباب و العوامل التي تسبب الاكتئاب لا يمكن النظر إليها بشكل متفرد على أنها السبب الوحيد المؤدي لنشأة وظهور الأعراض والمظاهر الاكتئابية، إذ إن هذه العوامل متفاعلة ومتشابكة مع بعضها البعض إلى الحد الذي يصعب معه حصر الاكتئاب في إحداهما.
تشخيص اضطراب الاكتئاب   Diagnosis
 هناك عدة اعتبارات تشخيصية مهمة يجب ذكرها قبل تحديد المحكات الخاصة بتشخيص الاكتئاب وهي أنه يجب :
- التفرقة بين الاكتئاب التفاعلي والمزمن.
- التفرقة بين الاكتئاب العصابي والذهاني.
- التفرقة بين اكتئاب سنّ القعود وبين ذهان الشيخوخة.
- التفرقة بين الاكتئاب وبين نوبات الاكتئاب كأعراض مبكرة للفصام.
- التفرقة بين الاكتئاب وبين أعراض الاكتئاب المصاحب للأمراض الجسمية الخطيرة مثل أمراض القلب والشلل العام.
- الاحتراس حين يغطي المريض اكتئابه بتمسكه بالأعراض العضوية المصاحبة للاكتئاب مثل فقد الشهية، أو الأرق، أو العن ، أو البرود الجنسي.
- الاحتراس في حالة الاكتئاب الباسم، فقد تغطي وجه المكتئب ابتسامة خادعة مضللة.
 ويتم تشخيص الاكتئاب في الدليل التشخيص والإحصائي الرابع للأمراض النفسية  DSM-IV وفقاً للآتي :
أ ) وجود خمسة أعراض أو أكثر من الأعراض التالية ، على أن تكون قد استمرت لمدة أسبوعين، وتمثل تغييرًا في الأداء الوظيفي للشخص وهي :
1- المزاج المكتئب غالبية اليوم، وتقريبًا كل يوم، وذلك كما يقر بوساطة التقرير الذاتي، أو من خلال ملاحظات الآخرين.
2-     النقص الواضح في المتعة والاهتمام في كل أو أغلب الأنشطة في اليوم.
3- الانخفاض الواضح في الوزن دون رجيم، أو زيادة الوزن ( تغير الوزن بنسبة 5% زيادة أو نقصان في الشهر).
4-     الأرق أو الإفراط في النوم كل يوم تقريبـًا.
5-     الهياج أو التأخر النفس حركي.
6-     الإجهاد وانخفاض الطاقة وذلك بشكل متكرر كل يوم تقريبـًا.
7-     الشعور بانخفاض القيمة والشعور المفرط بالذنب.
8-     الانخفاض في القدرة على التفكير والتركيز والتردد.
9-     تكرار أفكار عن الموت، كذلك الأفكار الانتحارية ودون تخطيط محدد ومسبق.
ب) أن تكون هذه الأعراض ليست نتاجـًا للتعرض لمؤثرات نفسية أو طبية، وتتسبب في إعاقة واضحة في الوظائف الحياتية للفرد.
 ويري "رودريك "(Roderick) أن أعراض الاكتئاب تتميّز بـ:
1- تغيرات في المزاج: فالأفراد يشعرون بالحزن، وعدم السعادة، وفقدان الاهتمام، وعدم المتعة في أغلب الأنشطة.
2- تغير في النشاط والشهوة appetite: حيث الأرق وقلة النوم، والإفراط في والتهيج النفسحركي، والتعب والإجهاد، وانخفاض الطاقة، وزيادة أو نقصان في الرغبة.
3- تغير في التفكير: حيث انخفاض القدرة على التفكير والتركيز، والتردد، ومعاودة أفكار الموت والانتحار، ومشاعر انخفاض القيمة والذنب .
علاج الاكتئاب Treatment :
تتعدد أساليب ووسائل علاج الاكتئاب، وذلك وفقـًا للنظريات المختلفة التي تناولته بالتشخيص والتفسير والعلاج، فالتوجه الطب نفسي يركز علي العقاقير، وجلسات الكهرباء، والجراحة النفسية، والتوجه النفسي ركز في علاج الاكتئاب على الأعراض لا الجذور، والبعض الآخر تناول علاج الاكتئاب من خلال الجذور لا الأعراض.
1-   العلاج الكيميائي Pharmacotherapy :
يعدُّ العلاج الدوائي باستخدام مضادات الاكتئاب ذات فاعلية كبيرة في علاج اضطراب الاكتئاب، حيث تسهم هذه المضادات في تغيير كيمياء المخ، وتشمل الأدوية المضادة للاكتئاب:
- مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية Selective Reuptake Inhibitors.
- مضادات الاكتئاب الثلاثية  Tricyclicالتي تعمل على التأثير في وظائف الناقلات العصبية، مع العلم بأن مضادات الاكتئاب لا تقدم علاجـًا سريعـًا للأعراض الاكتئابية، فتستغرق في الأغلب حوالي (4) أسابيع، أو قد يأخذ البعض أكثر من (8) أسابيع ليصل إلى التأثير الكامل ويحدث تأثير علاجي ملموس.
2- العلاج الكهربائي Electroconvulsive therapy:
تستخدم الجلسات الكهروبائية في علاج الحالات الشديدة من الاكتئاب وتحديدًا عندما تعجز المحاولات الدوائية عن إحداث أي تأثير، أو عندما لا يكون هناك وقت لانتظار مفعول الدواء، والذي قد يستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ويتم العلاج بالجلسات الكهروبائية من خلال تمرير تيار كهربي من 70: 130 فولت عبر رأس المريض، مع تخديره وإحداث ارتخاء للعضلات ( وذلك لمنع أي ضرر جسدي ناتج عن التشنجات الناتجة عن التيار الكهربي)، وتعدُّ الجلسات الكهروبائية مهمة في علاج الاكتئاب الشديد.
3- العلاج البيئي والاجتماعي Environmental and social therapy:
والمقصود به إيجاد بيئة ملائمة يتعامل معها المريض بعيدًا عن الضغوط والمواقف التي تسببت له في المرض، ويتم ذلك بانتقال المرض إلى وسط علاجي أو في مكان للاستشفاء، ومن وسائل هذا العلاج الترويح عن المريض وشغل وقت فراغه في العمل، وتأهيله حتى يندمج في بعض العلاقات التي تمهد إلى عودته للحياة مرة أخرى.
4- العلاج النفسي التحليلي Psychoanalytic therapy :
علاج الاكتئاب من المنظور التحليلي النفسي يتم عن طريق البحث عن الأسباب المؤدية للإصابة بالاكتئاب وإزالتها، فيسعى العلاج التحليلي إلى محاولة تخفيف حدة التثبيت على المرحلة الفمية، ومحاولة حل الصراع الأوديبي، وتقوية دفاعات الأنا، وتخفيف قسوة الأنا العليا الباعثة على الذنب، مع إعادة التنظيم الانفعالي وتوظيف الطاقة النفسية سعيـًّا لعمل علاقات خارج نطاق نرجسية الذات، وتعديل ما وراء الطاقة العدوانية الموجهة إلى الداخل كي تعبر عن نفسها بطريقة سلوكية إلى الخارج.
5- العلاج السلوكي Behavioral   therapy:
يستخدم العلاج السلوكي في علاج الحالات البسيطة متوسطة الشدة ، حيث يتعلم المريض أن يتغلب علي العجز المكتسب learned helplessness ، ويتعلم المهارات والخبرات الناجحة، وتتعدد أساليب العلاج السلوكي فمنها: أسلوب العلاج بالتحصين التدريجي systematic desensitization لخفض حساسية العميل للمواقف التي تبعث على الاكتئاب، والتدريب التوكيدي السلوكي من خلال متابعة ملاحظة العميل لسلوكه المضطرب، وهناك أسلوب تعديل السلوك الاكتئابي عن طريق إتباع فنيه النمذجة modeling، والتي تقوم على أساس أن يتعلّم الفرد التخلص من أعراضه الاكتئابية، من خلال ملاحظة سلوك الآخرين وتعريضه بصورة منتظمة للنماذج، ويطلب منه أداء نفس العمل الذي سيقوم به النموذج.
6- العلاج المعرفي Cognition therapy:
يعدُّ العلاج المعرفي لاضطراب الاكتئاب مؤثرًا مع مرضي الاكتئاب الخفيف والمتوسط، حيث يتعلّم المريض ملاحظة توقعاته السلبية، فالعلاج المعرفي هو عملية تتيح للمرضي أن يصححوا معتقداتهم الزائفة، والتي يمكن أن تؤدي إلى أمزجة وسلوكيات سلبية، فالافتراض الأساسي الذي يقوم عليه العلاج المعرفي هو أن الأفكار تسبق المزاج، ولهذا فإن تعلـّم استبدال الأفكار السلبية بأفكار صحيحة سيحسن مزاج الشخص، ومفهومه لذاته، وسلوكه، وحالته الجسدية، وقد أظهرت الدراسات والبحوث فاعلية العلاج المعرفي للاكتئاب بالمقارنة بمضادات الاكتئاب، والعلاج بين الشخصي، والتحليل النفسي، كما أن العلاج المعرفي يظهر فاعلية في علاج المرضي الذين لديهم تحسن جزئي للعلاج بمضادات الاكتئاب، كما أنه يقلل معدلات الانتكاسة للمرضي ذوي الاكتئاب، كما أشارت بعض الدلائل إلى فاعلية في علاج الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين.


 






http://www.abegs.org/Aportal/Content/images/pix.png
http://www.abegs.org/Aportal/Content/images/pix.png
http://www.abegs.org/Aportal/Content/images/pix.png
http://www.abegs.org/Aportal/Content/images/pix.png
http://www.abegs.org/Aportal/Content/images/pix.png
http://www.abegs.org/Aportal/Content/images/pix.png
http://www.abegs.org/Aportal/Content/images/pix.png

http://www.abegs.org/Aportal/Content/images/pix.png
http://www.abegs.org/Aportal/Content/images/el.png
الاكتئاب Depression
الاكتئاب Depression

يعرف الاكتئاب بأنه: الشعور بالفشل والانسحاب الاجتماعي والهروب، مع فقدان الأمل والانغماس في التشاؤم من المستقبل، وربما فقدان الشهية للطعام، ووجود صعوبة في التركيز.
ومن النادر أن نجد مظاهر اكتئاب للأطفال في الفئة العمرية 6-12 سنة تختلف عن المظاهر والأعراض التي تظهر عند الكبار، وإن كانت الأوساط الطبية حتى سنوات قريبة لا تعترف بوجود اكتئاب عند الأطفال، لذا سيتم عرض للأسباب والتشخيص والعلاج بشكل عام، فما ينطبق على الكبار ينطبق على الصغار، والفارق ليس في النوع ولكنه في الدرجة.
أسباب اضطراب الاكتئاب   Etiology
إن الأسباب المسببة للاضطرابات الوجدانية غير واضحة، والمحاولات لمعرفة هذه الأسباب يشوبها اللبس وعدم الوضوح، فقد قسم الدليل التشخيصي و الإحصائي للأمراض النفسية DSM-IV العوامل المسببة للاضطرابات الوجدانية إلى تقسيم صناعي حيث وجود عوامل بيولوجية، وعوامل جينية، و عوامل نفسية اجتماعية، وهذا التقسيم الصناعي يحمل تفاعلاً بين هذه العوامل فعلي سبيل المثال:
- العوامل النفس اجتماعية والعوامل الجينية يمكن أن تؤثر في العوامل البيولوجية.
- العوامل البيولوجية والنفسية اجتماعية يمكن أن تؤثر في العوامل الجينية.
- العوامل الجينية والعوامل البيولوجية يمكن أن تؤثر في استجابات الأشخاص للعوامل النفسية.
وبناءً على ذلك فسيتم عرض للنظريات المفسرة للاكتئاب منفردة، ولكن هذا لا يعني أنها ليست متفاعلة مع بعضها البعض، وفيما يلي بيان ذلك :
1-      عوامل بيولوجية Biological   Aspects :
من المعروف أن الاكتئاب مثله مثل كثير من الاضطرابات النفسية الأخرى، هناك ثلاثة مصادر أساسية و هي المسؤولة عنه، والمصدر الأول يتعلق ببناء الجهاز العصبي ووظائفه (والذي يمثل المخ أحد أعمدته الرئيسة، والمصدر الثاني ويرتبط بالتغيرات الكيميائية الحيوية وما يرتبط بها من عناصر التحكم في وظائف المخ والبدن (أي العقاقير)، والتوازن أو عدم التوازن الهرموني، أما المصدر الثالث فهو الوراثة حيث يؤدي العامل الوراثي دورًا مهمـًا في نشأة الاكتئاب، فقد تبين زيادة نسبة الاكتئاب في أقارب الدرجة الأولي للمرضي، وتؤكد الدراسات أن عدد الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب في أسرة المريض يزيد بمقدار ثلاثة أضعاف عن الأسر العادية، وهذا يؤكد العامل الوراثي في مرض الاكتئاب، في حين عامل الوراثة لا يعد واضحـًا بصورة قاطعة في الاكتئاب، حيث تعذر وجود نمط وراثي واضح بالنسبة للاكتئاب الخالص بما فيه الاكتئاب العصابي أو الاكتئاب الاستجابي بما يشير إلى صعوبة وجود تفسير وراثي بسيط لكل أنواع الاكتئاب.
ويتضح من عرض الأسباب البيولوجية إنها اعتبرت الاكتئاب راجعـًا إلى عدة مصادر، أولها: أنه نتاج للجهاز العصبي، ووجود خلل في مصادره، وثانيهما: وجود خلل في كيمياء المخ، وثالثهما: أنه نتاج للعوامل الوراثية، وأنه يزداد في أقارب الدرجة الأولى للمريض.
2-   عوامل سيكو دينامية Psychodynamic Aspects  :
فسر الاكتئاب من المنظور التحليلي علي يد "سيجموند فرويد" Freud ، "وكارل أبراهام" Abraham، فقد وصف كل منهما الاكتئاب كاستجابة معقدة لفقدان الحب لشخص أو شيء ما، وهذا الفقدان يمكن أن يكون واقعيـًّا كالموت أو الانفصال أو قد يكون متخيلاً، فالنسبة لأبراهام Abraham فيري أن الأشخاص المعرضين للمظاهر والأعراض الاكتئابية هم أفراد يتسمون بالتناقض الوجداني تجاه الناس، مع وجود مزيج من المشاعر الإيجابية والسلبية، أما فرويد   Freudفأرجع الاكتئاب – أو كما أسماه الميلانخوليا Melancholy– إلي الغضب وخيبة الأمل الناتج عن فقدان شخص أو شيء ما أو ما يسمى العلاقة بالموضوع، وأولى مصادر الحب بالنسبة للشخص هي العلاقة بالوالدين في الطفولة الباكرة، ويتم بعد ذلك تعميم هذا الفقدان فيؤدي إلى انخفاض تقدير الذات، والميل إلى الانشغال بنقد الذات Self – Criticism.
ويتضح من عرض النظرية التحليلية للاكتئاب أنها ترجعه إلى الخبرات الطفولية الأولي وتحديدًا علاقة الطفل بوالديه باعتبارهما أولى مصادر الحب بالنسبة له، وعندما يفقد الطفل مصادر هذا الحب أو لا يجد مصادر لإشباع حاجته النفسية للحب، فإنه يشعر بالغضب والعداء نحو مصدر الحب، ولكن هذا الغضب وخيبة الأمل يتحولان بفعل مشاعر الذنب إلى الداخل أو الخارج لينتج عنها الاكتئاب.
3-    عوامل معرفية Cognitive Aspects  :
تعدُّ النظريات المعرفية من أكثر النظريات المفسرة للاكتئاب اليوم، وتركز على الأفكار الخاصة بالشخص المكتئب، فقد لاحظ أنصار التوجه المعرفي للاكتئاب أن العوامل السلوكية والكيميائية هي عناصر مهمة للاكتئاب ولكنها لا ترتبط بطبيعة وأنماط العمليات المعرفية، ويؤمن المعالجين المعرفيين بأنه عندما تتغير العمليات المعرفية فإن الاستجابات السلوكية والكيمائية تتغير أيضـًا، وتختلف النظرية المعرفية عن السلوكية في نقطتين أساسيتين : الأولى: ففي حين تركز النظرية السلوكية على السلوكيات الملاحظة، فإن النظرية المعرفية تركز على السلوك غير الملموس كالاتجاهات، والصور، والذكريات، والمعتقدات غير الظاهرة، والنقطة الثانية: وهي أن النظريات المعرفية للاكتئاب تعتبره سوء توافق وتفكير غير عقلاني في بعض الحالات، وأن الأفكار المشوهة هي السبب في الاضطراب، وحدة أعراضه، أو الإبقاء على الأعراض والسلوك الاكتئابي، والشعور بالمزاج السلبي، كما أن بعض الأعراض الجسدية التي تظهر كأعراض للاكتئاب ينظر إليها كنتاج للأنماط معرفية خاطئة، هذا ويمكن تلخيص النظريات المعرفية للاكتئاب في ثلاثة نماذج:
1- نموذج التشوه المعرفي "لبيك" Beck s cognitive- distortion modle   ؛ والذي   أرجع فيه بيك الاكتئاب إلى الأفكار السلبية نحو الذات والحاضر والمستقبل، فالاكتئابي لديه تحريفات نحو الواقع بشكل سلبي ويركز علي الجوانب السلبية للموقف وليس لديه أمل للمستقبل.
2- أنموذج العجز المكتسب لـ"سيلجمان" Seligman s helplessness model ؛ حيث افترض سليجمان Seligman أن التجارب المتكررة عن العجز في حياة الشخص تؤدي إلى الاكتئاب، لذا فإن الأفراد المكتئبين عندما يحققون نجاحـًا معينـًا فإنهم يرجعوا نجاحهم للحظ وليس لما يتمتعون به من قدرات.
3- نظرية التعاسة للاكتئاب Helplessness theory of depression ؛ وترى أن سلوك الشخص المكتئب يعزله في النهاية عن الزملاء والأصدقاء ويضعف علاقاته الاجتماعية، مما يقلل التقوية من جانب، ويزيد من التعاسة والعزلة الاجتماعية للفرد من جانب آخر.
  ويتضح مما سبق أن المدرسة المعرفية ترجع الاكتئاب إلى انخفاض تقدير الذات، والشعور بالتفاهة، وعدم القيمة، وتري أن طبيعة الإدراك المعرفي لدى الاكتئابي تتسم بالخلل، حيث تسيطر عليه العمليات المفرطة في الحساسية للمواقف والأحداث، والتحريفات السلبية لخبرات الحياة، والتقييم السلبي للذات، والعجز، والتشاؤم، ولوم الذات، وبالتالي فهناك خلل في استجابته للمثيرات البيئية المحيطة، ومن ثم يتكون مفهوم سلبي للذات قائم على بناء معرفي سلبي.
4- عوامل سلوكية Behavioral Aspects:
خلافـًا لنظرية التحليل النفسي والتركيز على الخبرات الطفولية الباكرة والعمليات النفسية الداخلية، تنظر النظرية السلوكية للاكتئاب من خلال مصطلحات الاستجابة إلى المثيرات ثم تعميم هذه الاستجابات، فعلى سبيل المثال:
فقدان شخص الاهتمام لقطاع عريض من الأنشطة (الطعام، أو الجنس، إلخ)، وذلك في استجابة لموقف محدد كفقدان عمل، فالفكرة الأساسية هي أنه إذا أعقب السلوك بمعزز جيد فإن السلوك سيزداد، ولو أن التعزيز قد منع أو قل.
ويتضح مما سبق أن الاكتئاب يرتبط وفقـًا للوجهة السلوكية بمفهوم التدعيم أو التعزيز، فالتعزيز الإيجابي يترتب عليه تكرار السلوك وزيادة الدافعية لدى الفرد، أما التعزيز السلبي فيتسبب في الشعور بالبؤس، وعدم الارتياح، وخفض تقدير الذات، والشعور بالذنب.
5-  العامل الاجتماعي Social Aspects  :
يفسر لنا أصحاب المدرسة الاجتماعية السبب عند البعض منهم إلى تزايد نسبة الانفصال والطلاق بين الأزواج، حيث تضاعفت هذه النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا، وهي أيضـًا أصبحت متزايدة على المستوي العالمي، وفي كل المجتمعات تقريبـًا، والبعض الآخر يرى أن السبب يكمن في افتقاد الفرد الآن إلى كثير من مصادر الدعم والحماية، فلم يعدّ الآباء الآن قادرين على قضاء وقت أطول مع أبنائهم، كما كانوا يفعلون في السابق.
ويتضح مما سبق أن أصحاب المنحى الاجتماعي يفترضون عدة أسباب تؤدي لظهور المظاهر والأعراض الاكتئابية منها: الانفصال والطلاق بين الأزواج، ضعف الروابط الأسرية، قلة الدعم العاطفي والاجتماعي بين أفراد الأسرة، والانشغال الزائد للوالدين عن الأبناء.
ونستخلص مما سبق أن الأسباب و العوامل التي تسبب الاكتئاب لا يمكن النظر إليها بشكل متفرد على أنها السبب الوحيد المؤدي لنشأة وظهور الأعراض والمظاهر الاكتئابية، إذ إن هذه العوامل متفاعلة ومتشابكة مع بعضها البعض إلى الحد الذي يصعب معه حصر الاكتئاب في إحداهما.
تشخيص اضطراب الاكتئاب   Diagnosis
 هناك عدة اعتبارات تشخيصية مهمة يجب ذكرها قبل تحديد المحكات الخاصة بتشخيص الاكتئاب وهي أنه يجب :
- التفرقة بين الاكتئاب التفاعلي والمزمن.
- التفرقة بين الاكتئاب العصابي والذهاني.
- التفرقة بين اكتئاب سنّ القعود وبين ذهان الشيخوخة.
- التفرقة بين الاكتئاب وبين نوبات الاكتئاب كأعراض مبكرة للفصام.
- التفرقة بين الاكتئاب وبين أعراض الاكتئاب المصاحب للأمراض الجسمية الخطيرة مثل أمراض القلب والشلل العام.
- الاحتراس حين يغطي المريض اكتئابه بتمسكه بالأعراض العضوية المصاحبة للاكتئاب مثل فقد الشهية، أو الأرق، أو العن ، أو البرود الجنسي.
- الاحتراس في حالة الاكتئاب الباسم، فقد تغطي وجه المكتئب ابتسامة خادعة مضللة.
 ويتم تشخيص الاكتئاب في الدليل التشخيص والإحصائي الرابع للأمراض النفسية  DSM-IV وفقاً للآتي :
أ ) وجود خمسة أعراض أو أكثر من الأعراض التالية ، على أن تكون قد استمرت لمدة أسبوعين، وتمثل تغييرًا في الأداء الوظيفي للشخص وهي :
1- المزاج المكتئب غالبية اليوم، وتقريبًا كل يوم، وذلك كما يقر بوساطة التقرير الذاتي، أو من خلال ملاحظات الآخرين.
2-     النقص الواضح في المتعة والاهتمام في كل أو أغلب الأنشطة في اليوم.
3- الانخفاض الواضح في الوزن دون رجيم، أو زيادة الوزن ( تغير الوزن بنسبة 5% زيادة أو نقصان في الشهر).
4-     الأرق أو الإفراط في النوم كل يوم تقريبـًا.
5-     الهياج أو التأخر النفس حركي.
6-     الإجهاد وانخفاض الطاقة وذلك بشكل متكرر كل يوم تقريبـًا.
7-     الشعور بانخفاض القيمة والشعور المفرط بالذنب.
8-     الانخفاض في القدرة على التفكير والتركيز والتردد.
9-     تكرار أفكار عن الموت، كذلك الأفكار الانتحارية ودون تخطيط محدد ومسبق.
ب) أن تكون هذه الأعراض ليست نتاجـًا للتعرض لمؤثرات نفسية أو طبية، وتتسبب في إعاقة واضحة في الوظائف الحياتية للفرد.
 ويري "رودريك "(Roderick) أن أعراض الاكتئاب تتميّز بـ:
1- تغيرات في المزاج: فالأفراد يشعرون بالحزن، وعدم السعادة، وفقدان الاهتمام، وعدم المتعة في أغلب الأنشطة.
2- تغير في النشاط والشهوة appetite: حيث الأرق وقلة النوم، والإفراط في والتهيج النفسحركي، والتعب والإجهاد، وانخفاض الطاقة، وزيادة أو نقصان في الرغبة.
3- تغير في التفكير: حيث انخفاض القدرة على التفكير والتركيز، والتردد، ومعاودة أفكار الموت والانتحار، ومشاعر انخفاض القيمة والذنب .
علاج الاكتئاب Treatment :
تتعدد أساليب ووسائل علاج الاكتئاب، وذلك وفقـًا للنظريات المختلفة التي تناولته بالتشخيص والتفسير والعلاج، فالتوجه الطب نفسي يركز علي العقاقير، وجلسات الكهرباء، والجراحة النفسية، والتوجه النفسي ركز في علاج الاكتئاب على الأعراض لا الجذور، والبعض الآخر تناول علاج الاكتئاب من خلال الجذور لا الأعراض.
1-   العلاج الكيميائي Pharmacotherapy :
يعدُّ العلاج الدوائي باستخدام مضادات الاكتئاب ذات فاعلية كبيرة في علاج اضطراب الاكتئاب، حيث تسهم هذه المضادات في تغيير كيمياء المخ، وتشمل الأدوية المضادة للاكتئاب:
- مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية Selective Reuptake Inhibitors.
- مضادات الاكتئاب الثلاثية  Tricyclicالتي تعمل على التأثير في وظائف الناقلات العصبية، مع العلم بأن مضادات الاكتئاب لا تقدم علاجـًا سريعـًا للأعراض الاكتئابية، فتستغرق في الأغلب حوالي (4) أسابيع، أو قد يأخذ البعض أكثر من (8) أسابيع ليصل إلى التأثير الكامل ويحدث تأثير علاجي ملموس.
2- العلاج الكهربائي Electroconvulsive therapy:
تستخدم الجلسات الكهروبائية في علاج الحالات الشديدة من الاكتئاب وتحديدًا عندما تعجز المحاولات الدوائية عن إحداث أي تأثير، أو عندما لا يكون هناك وقت لانتظار مفعول الدواء، والذي قد يستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ويتم العلاج بالجلسات الكهروبائية من خلال تمرير تيار كهربي من 70: 130 فولت عبر رأس المريض، مع تخديره وإحداث ارتخاء للعضلات ( وذلك لمنع أي ضرر جسدي ناتج عن التشنجات الناتجة عن التيار الكهربي)، وتعدُّ الجلسات الكهروبائية مهمة في علاج الاكتئاب الشديد.
3- العلاج البيئي والاجتماعي Environmental and social therapy:
والمقصود به إيجاد بيئة ملائمة يتعامل معها المريض بعيدًا عن الضغوط والمواقف التي تسببت له في المرض، ويتم ذلك بانتقال المرض إلى وسط علاجي أو في مكان للاستشفاء، ومن وسائل هذا العلاج الترويح عن المريض وشغل وقت فراغه في العمل، وتأهيله حتى يندمج في بعض العلاقات التي تمهد إلى عودته للحياة مرة أخرى.
4- العلاج النفسي التحليلي Psychoanalytic therapy :
علاج الاكتئاب من المنظور التحليلي النفسي يتم عن طريق البحث عن الأسباب المؤدية للإصابة بالاكتئاب وإزالتها، فيسعى العلاج التحليلي إلى محاولة تخفيف حدة التثبيت على المرحلة الفمية، ومحاولة حل الصراع الأوديبي، وتقوية دفاعات الأنا، وتخفيف قسوة الأنا العليا الباعثة على الذنب، مع إعادة التنظيم الانفعالي وتوظيف الطاقة النفسية سعيـًّا لعمل علاقات خارج نطاق نرجسية الذات، وتعديل ما وراء الطاقة العدوانية الموجهة إلى الداخل كي تعبر عن نفسها بطريقة سلوكية إلى الخارج.
5- العلاج السلوكي Behavioral   therapy:
يستخدم العلاج السلوكي في علاج الحالات البسيطة متوسطة الشدة ، حيث يتعلم المريض أن يتغلب علي العجز المكتسب learned helplessness ، ويتعلم المهارات والخبرات الناجحة، وتتعدد أساليب العلاج السلوكي فمنها: أسلوب العلاج بالتحصين التدريجي systematic desensitization لخفض حساسية العميل للمواقف التي تبعث على الاكتئاب، والتدريب التوكيدي السلوكي من خلال متابعة ملاحظة العميل لسلوكه المضطرب، وهناك أسلوب تعديل السلوك الاكتئابي عن طريق إتباع فنيه النمذجة modeling، والتي تقوم على أساس أن يتعلّم الفرد التخلص من أعراضه الاكتئابية، من خلال ملاحظة سلوك الآخرين وتعريضه بصورة منتظمة للنماذج، ويطلب منه أداء نفس العمل الذي سيقوم به النموذج.
6- العلاج المعرفي Cognition therapy:
يعدُّ العلاج المعرفي لاضطراب الاكتئاب مؤثرًا مع مرضي الاكتئاب الخفيف والمتوسط، حيث يتعلّم المريض ملاحظة توقعاته السلبية، فالعلاج المعرفي هو عملية تتيح للمرضي أن يصححوا معتقداتهم الزائفة، والتي يمكن أن تؤدي إلى أمزجة وسلوكيات سلبية، فالافتراض الأساسي الذي يقوم عليه العلاج المعرفي هو أن الأفكار تسبق المزاج، ولهذا فإن تعلـّم استبدال الأفكار السلبية بأفكار صحيحة سيحسن مزاج الشخص، ومفهومه لذاته، وسلوكه، وحالته الجسدية، وقد أظهرت الدراسات والبحوث فاعلية العلاج المعرفي للاكتئاب بالمقارنة بمضادات الاكتئاب، والعلاج بين الشخصي، والتحليل النفسي، كما أن العلاج المعرفي يظهر فاعلية في علاج المرضي الذين لديهم تحسن جزئي للعلاج بمضادات الاكتئاب، كما أنه يقلل معدلات الانتكاسة للمرضي ذوي الاكتئاب، كما أشارت بعض الدلائل إلى فاعلية في علاج الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين.


 

التقويم:
1
2
3
4
5
نشره:
عبدالمنعم خضر
تاريخ النشر :
20-07-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق