الأحد، 12 أغسطس 2012





الكفايات النشـأة والمفهـوم :(عبدالملك احمد محمد احمد)
 نشأة الكفايات
ظهرت حركة تربية المعلمين القائمة على الكفايات نتيجة لحركة ومفاهيم تربوية كثيرة سبقتها، ذلك بعد أن وجهت انتقادات شديدة للنظام الذي كان سائداً قبلها، كما أنها تعتبر مقدمة لمفاهيم وحركات تربوية تلتها، ولها من يؤيدها وذلك بعد أن ثبت جدواها كأسلوب لتدريب وتأهيل المعلمين سواء قبل الخدمة أو أثنائها. وأول ما ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية (الخطيب:1978 م : 4).
لابد ان تكون حركة تربية المعلمين القائمة على الكفايات لها ارتباط بفلسفة المجتمع الأمريكي الذي نشأت فيه لأنها تمثل نتاج فلسفة ذلك المجتمع، وحين يتم نقلها إلى البلاد العربية لا بد من إجراء مواءمة لها بفلسفة المجتمع الذي تنقل الىه. ولكي يظهر ارتباطها بفلسفة مجتمعها سوف يبسط الباحث في هذا الجزء أهم أفكار الفلسفة البرجماتية السائدة في المجتمع الأمريكي.
البرجماتية:
فلسفة مادية بحته، تعد ثورة على الفلسفة الواقعية والمثالىة، أهم مبادئها النسبية والتغير، وتسمي الأدائية والوظيفية وتسمي أيضاً النفعية والذرائعية، من أبرز روادها وليم جيمس وجون دوي.

أسسها:
   إن طبيعة الإنسان طبيعة مرنة وكلُ واحد لا يتجزأ.إن العالم له وجود نسبي وفي حالة تغير مستمر.إن العالم يخضع للتجربة والبحث والاختبار.إن المعرفة عملية تفاعل بين الإنسان والبيئة.إن العقل يستطيع حلّ المشكلات من خلال التجريب.يمكن تشكيل الإنسان بالتفاعل مع البيئة.
التطبيقات التربوية:
يري التربويون أن البرجماتية فلسفة تربوية وثورة على الفلسفات السابقة لها انعكست تلك الفلسفة على النظام التربوي الذي كان سائداً ومن تلك التطبيقات ما يلي:
1.     إن الطفل مركز العملية التعليمية وأن المدرسة وجدت من أجله.
2.     إن الأسلوب التجريبي هو الذي يفهم من خلاله الكون لذلك يجب أن تنبع المعرفة من الخبرة التجريبية فنتج من ذلك مفهوم التعلم من خلال العمل.Learning by doing.
3.     المعلم ليس فيلسوفاً أو وموسوعيا بل هو قائد ومرشد يجب أن يبني المواقف التعليمية حول مشكلات المتعلمين.
4.     يجب عدم الفصل بين النشاط داخل الفصل أو خارجه حتى يتم إشباع حاجات التلاميذ.
5.     التربية عند البرجماتين هي أسلوب لحل المشكلات.
  عوامل نشأة حركة تربية المعلمين القائمة على الكفايات:
انطلقت حركة تربية المعلمين القائمة على الكفايات من الحركة الثقافية التي سادت المجتمع الأمريكي ومن الفلسفة التي نشأت فيها، ومع ذلك لم تظهر الكفايات نتيجة عامل واحد، أو فجأة وإنما ظهرت لعدة عوامل كثيرة ومتداخلة، وتطورت حتى وصلت الى حركة مجتمع، فيها عدد كبير من شرائح المجتمع من وهذه العوامل مايلي:
1.    الكفاية بدلاً من المعرفة:
الكفاية محددة ودقيقة، بينما المعرفة اطار عام، فإن الاعتقاد السائد أن من أمتلك قدراً كبيراً من المعرفة فإنه يستطيع أن يستفيد منها ويفيد بها، كما أنه باستطاعته أن ينقله للاخرىن، والمعرفة كثيرة ومتراكمة ومتداخلة ويجب على الإنسان أن يلم بكل تفاصيلها وكان المطلوب أن يعرف الفرد كل شيء عن أي شيء.
كان هذا هو الإطار النظري لتدريب المعلمين، ويتخذ من العلامات الممنوحة معايير للحكم على نجاح المعلم وعلى فعالىة برامج الأعداد التي تدرب فيها. ونتيجة لانعكاسات الفلسفة البرجماتية وتطور كثير من المفاهيم التربوية، تم اعتماد الكفاية كإطار لتربية المعلمين بدلاً من المعرفة كإطار نظري لتربية المعلمين، كما تم اعتماد التدريب بديلاً للتدريس القائم على التلقين.
حركة المسؤلية:
يقصد بها مسؤولية المعلم من خلال سلوك المتعلمين وما حققوه من الاهداف المخططة للموقف التعليمي. ويري (هو ستون نقلاً عن مرعي 1983 م: 29)
 أن حركة تربية المعلمين القائمة على الكفايات هي جزء من الحركة الثقافية في المجتمع الأمريكي التي أكدت على مبدأ المسؤولية والحاجة الى تحديد المواصفات.
إن مفهوم المسؤولية يقوم على تحديد الأهداف التي يجب الوصول الىها، وأن المعلم الجيّد هو الذي يستطيع تلاميذه أن يقوموا بالعمل الذي خطط لأن يقوموا به.
ولتحقيق المسؤولية بشكلٍ فعّال لابد من عمل ما يلي:
أ‌.       اختيار أفضل العناصر لمهنة التعليم.
ب‌. استبعاد من لا يصلح لهذه المهنة.
ج. تربية المعلمين في مؤسسات خاصة بذلك قبل الخدمة.
د. تنمية المعلمين في أثناء الخدمة بشكل مستمر.
هـ. التزام كل من له علاقة بمهنة التعليم بأخلاقيات المهنة.
و. تمهين التعليم فنياً وأخلاقياً.
  تطور التكنولوجيا التربوية:
أدّي تطور التكنولوجيا وثورة المعلومات الى تطور العملية التربوية لأنها تقوم على التطبيق العملي للعلم. خاصة برنامج التعليم المبرمج الذي يعلم مدخل العلم بدلاً من محتواة ويعلم طرق البحث بدلاً عن المعرفة لا محتوى العلم ليصل الى أهدافه بنفسه خطوة بعد خطوة حسب سرعته وإمكاناته بغض النظر عن عامل الوقت الذي يصل فيه الى تحقيق الأهداف.
  التعليم المبرمج:
تقنية حديثة من ابتكارات المدرسة السلوكية، وهي طريقة من طرق التعلم الفردي تمكن التلميذ من أن يعلم نفسه بنفسه ذاتياً بواسطة برنامج معدَ بأسلوب خاص تقسم فيه المعلومات الى أجزاء صغيرة، وترتب ترتيباً منطقياً وسلوكياً بحيث يستجيب لها ليصل إلى السلوك المرغوب فيه.
البرامج نوعان؛ برامج خطبية تقدم لجميع المتعلمين بنفس التتابع ويسير من خطوة إلى التي تليها حتى يصل الى نهاية البرنامج، والنوع الثاني برامج متشعبة تكتب للسؤال عدة اجابات على المتعلم أن يختار الإجابة الصحيحة وألاّ أرجعه الى مجموعة معلومات حتى يتقن الخطوة السابقة ثم يسمح له بالانتقال الى السؤال التالى (عبد الغني إبراهيم محمد، 2006 : 137).
   تحديد الأهداف التعليمية:
ساعدت عملية تحديد الأهداف التعليمية بصورة دقيقة وسلوكية، بحيث تكون قابلة للقياس، وقابلة للملاحظة، ساعدت في تصميم برامج الكفايات. فأصبحت تصاغ الكفايات في شكل نتاجات تعليمية شاملة للنواحي الإدراكية والانفعالىة والأدائية. وتكون في شكل عبارات تصف نتاجات التعلم، وتكون واضحة للمعلم والمتعلم.
(يرى ستانلي أيلام – نقلاً عن مرعي 83: : 32) أن عملية تحديد الأهداف بشكل أكثر دقة ساهمت في تطوير حركة تربية المعلمين القائمة على الكفايات.
  التعلم للإتقان:
إتقان التعلم نظام يستخدم في تصميم البرامج بحيث يحقق الأهداف بدرجة فعّالة، تجعل المتعلم قادراً على الاستمرار فيه وله ستة عناصر هي:
أ‌.         تحديد الأهداف بدقة وتحديد مستوي الاتقان المطلوب.
ب‌.   الاختبار القبلي، الذي يكشف الخبرات السابقة للمتعلم ويبني عليها الخبرات الجديدة. (اختبار تحديد المستوى ).
جـ. الأنشطة التعليمية التي يقدم فيها المادة التعليمية المراد تعلمها وما تشمل عليه من نشاطات وتدريبات متكاملة.
د. الاختبارات التشخيصية التي تكشف في وقت مبكر مدى اتقان ما تعلمه، حتى يستمر أو يتوقف لمزيد من الاتقان.
هـ. الأنشطة العلاجية والبديلة التي تقدم على ضوء نتائج الاختبارات التشخيصية.
و. الاختبار البعدى الذي يتم بموجبه الكشف عن مدى ما أحرزه المتعلمون من تقدم وذلك لمعرفة اثر البرامج العلاجية والتشخيصية.
ارتبط التعلم الإتقاني بإكساب المتعلمين المهارات الأساسية التي تساعدهم على التقدم في تعليمهم كما ارتبط بتفريد التعليم، والاهتمام بكل متعلم ليتم تعليمه حسب قدرته وسرعته وإمكاناته الخاصة به، مما يكسبه ثقة بنفسه وساعدت إجراءات التعلم الإتقاني وتفريد التعلم على تطوير برامج تربية المعلمين القائمة على الكفايات.
يستنتج الباحث من العرض السابق لحركة تربية المعلمين القائمة على الكفايات من النشأة والتطور والعوامل التي ساعدت فيها، أنها تمثل الجانب العملي والتطبيقي لأفكار واستنتاجات المدرسة السلوكية خاصة جوانب تشكيل وتعديل السلوك.
 كما يرى الباحث ضرورة الأخذ بنظام الكفايات لمعالجة القصور في تربية المعلمين القائمة على الإطار المعرفي كمدخل تدريبي ومن أهم القضايا التي يمكن أن يعالجها نظام الكفايات ما يلي:
1.   التعليم للحياة:
ارتبط التعليم في السودان بالوظيفة، وهذا المفهوم صاحب نشأة النظام التعليمي الذي هدف ابتداء الى ايجاد وتأهيل عمال مهرة يؤدون الحرف التي يحتاجها المجتمع، وتأهيل التلاميذ للوظائف الصغيرة، تعين الحكام على إدارة شئون البلاد أبان الاستعمار ومازال يرتبط بالوظيفة ونتج عن ذلك:
أ.كل من يتعلم لابد أن يجد وظيفة رسمية في الدولة.
ب.ظهور فئة من العاطلين عن العمل. وتظهر هذه الفئة سلبية تامة في ابتكار أعمال منتجة.
يصمم التعليم في شكل مواقف مصغرة تنقل من الحياة إلى المدرسة، وينظر إلى ذلك التلميذ بعد إكماله مراحل التعليم يجب أن يوظف. أمّا نظام الكفايات كبرنامج تدريبي للمعلمين يغير هذا المفهوم ويجعل التعليم للحياة المستقبلية المنتجة بعيداً عن الوظيفة أو الانتظار في صفوفها كما يكسبه تدريب ذاتي يجعله أكثر ايجابية فأصبح الشعار الذي يرفعه التربويون أن التعليم للحياة وليس الوظيفة.
2.   التدريب بدلاً من التدريس:
ارتبط هذا المفهوم بالأسالىب التدريسية التي تنسجم مع الإطار المعرفي كمرجعية تدريبية وتقوم هذه الأسالىب على الحفظ والتلقين وارتبطت هي الأخرى بنظرية الملكات التي كانت سائدة في الأوساط التربوية. أمّا التغيير بنظام الكفايات كإطار تدريبي يؤدي الى التركيز على الأداء العملي. فأصبحت أسالىب التدريس السابقة لا تنسجم مع حركة تربية المعلمين القائمة على الكفايات فصار التدريب بدلاً من التدريس.
.34.2 . تعريف الكفايـات:
وردت تعريفات كثيرة للكفايات فكل من أورد لها تعريفاً، كان متأثراً بنظرته الىها من جانب معين أومن نتاجاتها، أو متأثرا بالمدرسة التربوية والنفسية التي ينطلق منها. يورد الباحث فما يلى بعض هذه التعريفات:
1.     عرف (خالد محجوب 2006: 26) الكفاية بأنها (قدرة المعلم على تحقيق الأهداف التعليمية المحددة سلفاً، سواء كان ذلك داخل حجرة الصف أو خارجها، وبمستوى إتقان معين مستعيناً بمعارفه ومهاراته واتجاهاته المرتبطة بمجال عمله).
2.     عرفها شعبان عبد القادر غزالة عثمان مصطفى عثمان 1993 م : 150 بأنها. (السلوكيات التدريسية والقدرات الى يستطيع المعلم اكتسابها، لتصبح جزء من سلوكه ويستطيع أداءها بنجاح في الموقف التدريسي)
3.     عرفها (عبد العاطي ميرغني 1999 م: : 13 ) بأنها ( مستوى أمثل تم تحديده مسبقاً يحققه المعلم في ادائه ويتضمن المعارف والمهارات والاتجاهات وذلك باستخدام التعلم الذاتي وتفريد التعليم وفقاً لبرنامج يتضمن عدداً من المجمعات التعليمية يؤدي إلى تحقيق هذا المستوى وفق نتائج كفايات التدريس).
4.     يعرف توفيق احمد مرعى (1983 م : 65).الكفاية بأنها(القدرة على شيء بكفاءة وفعالىة وبمستوى معين من الأداء).
5.     عرّف العمري والمسار ( 1995 م : 86 ) الكفاية بأنها ( قدرة المعلم على عمل شيء بإتقان).
جاء تعريف باتريسا (نقلاً عن مرعى مرجع سابق : 3) (أن الكفايات ما هي إلا الأهداف السلوكية المحددة تحديداً دقيقاً والتي تصف كل المعارف والمهارات والاتجاهات التي يعتقد أنها ضرورية للمعلم إذا أراد أن يعلم تعليماً فعالاً، أو أنها الأهداف العامة التي تعكس الوظائف المختلفة التي على المعلم أن يكون قادراً على أداتها).
سيتناول الباحث في هذا المحور من تعريف الكفاية مناقشة التعريفات،ويرى أنها رغم تعددها تشترك في جذع واحد هو المعرفة والأداء. فالكفاية تتكون من جزأين هما المعرفة والأداء، فكل كفاية لابد أن يتوافر منها في المعلم المعرفة المطلوبة لها من مبادئ وحقائق وأفكار وأداء يستفيد وينطلق من تلك المعرفة ويستند الىها وهذا الأداء لابد أن يصل إلى مستوى عالى يصل حد المثال المنشود.
 وهذا الأداء وتلك المعرفة لابد أن تتوافر لهما إرادة للعمل وثقة بالنفس تؤهله لأداء العمل الفعّال الجيد. فمن يعرف شيئاً ولا يعمل وفق معرفته له إذا لم تتوافر إرادة تنفيذ هذا العمل وفق الشروط المطلوبة له أذن الكفاية لها ثلاثة جوانب تتكون منها:
1.   المعرفة اللازمة للتفاعل الايجابي في الموقف التعليمي.
2.   الاداء الفعّال في الموقف التعليمي.
3.   الارادة الباعثة على المبادرة والمبادأة.
فالتعريف الاول قرن الكفاية بالأهداف السلوكية وجعلها مرادفة للأهداف السلوكية المراد تحقيقها، إلاّ أن الأهداف السلوكية تتعلق بالمتعلمين بصورة أساسية يسعى المعلم الى تحقيقها، ويكون المتعلم فيها أكثر ايجابية وتفاعلاً كما أن الهدف السلوكي يحدد بموقف تعليمي معين أمّا الكفاية فترتبط بالمعلم بشكل أساسي وبجوانبها المختلفة.
أمّا في التعريف الثالث فأورد عبد العاطي تعريف الكفاية بمستوى مثالى يسعى الىه المعلم ليصل إلى هذا المستوى من الأداء فتضمن المعرفة والأداء وأغفل الارادة التي تدفع المعلم الى العمل الجيد الفعال. وحصرها في التعلم الذاتي وحدد مصادر اكتسابها عن طريق المجمعات التعليمية وقصر أدوات قياسها ببطاقة ملاحظة متكاملة كما يمكن قياسها بأدوات كثيرة من بينها قياس مستوى التلاميذ ومدى تحقق الأهداف السلوكية المحددة في الموقف التعليمي المعين.
جاء التعريف الرابع مركَزاً في تعريف الكفاية على جانب الاداء ويفترض هذا التعريف أن من يمتلك القدرة على الأداء بالضرورة يمتلك المعرفة اللازمة لذلك الأداء، ويرى الباحث أن القدرة على اداء عمل لا يعنى بالضرورة امتلاك المعرفة النظرية اللازمة لذلك العمل.
فكأن حده الانتقادات التي وجهت للبرامج التقليدية لأعداد المعلمين جعلت البرامج القائمة على الكفايات على طرفي نقيض فبينما ركزت البرامج التقليدية على الإطار المعرفي كمرجعية لتربية المعلمين ركزت برامج الكفايات على الأداء كإطار مرجعى لأداء المعلمين.
وفي التعريف الخامس قصر الكفاية في القدرة على العمل وهذه القدرة لا تضمن المعرفة لمواصفات الموقف التعليمي المراد العمل فيه والتفاعل معه لإيجاد نتاجات مرغوبة ولم يحدد مستوى الإتقان المراد بلوغه دائماً بل اكتفي بوصفه.
أما في التعريف السادس عرفت الكفاية بالسلوكيات التدريسة المكتسبة والتي تصبح جزءا من سلوك المعلم التدريسي، وأهمل جانب المعرفة في السلوك التدريسي فقد يكون لدى المعلم السلوك في الموقف التدريسي المعين ولا تتوفر الارادة له.
وفي تعريف باتريسا جعل الكفاية مرادفة للأهداف السلوكية مع ان الكفاية تتعلق بالمعلم والأهداف السلوكية تتعلق بالمتعلم بدرجة كبيرة في تحقيقها وتعلقها بالمعلم ينحصر في مساعدة المتعلم على تحقيقها.
التعريف الأجرائي:
بما ان الكفاية لها جوانب هى المعرفة والأداء والقدرة فيرى الباحث أنه لابد من توافر عناصرها لدى المعلم حتى يؤدي عمله في الموقف التعلمي بشكل فعَال لذلك فإن التعريف الذي يتبناه الباحث للكفايه هو:
(الكفاية هي القدرة على أداء عمل ما بفعالىة وجودة عالىة، مبني على المعرفة المطلوبة لذلك العمل مع توافر الثقة بالنفس والإرادة لانجازه).
من التعريف السابق يمكن استخراج العناصر الآتية:
1.     القدرة وقصد بها الإرادة والعزيمة بكل ألوانها من جسمية ومعرفية ومعنوية ونفسية.
2.     الاداء هو طريقة العمل المطلوب انجازه ونوعيته بحيث يكون بأقل جهد من المعلم والمتعلم وفي أقصر وقت وأقل كلفة وأعلى جودة.
3.     المعرفة وهي جملة المعارف والنظريات والاتجاهات والقيم والمفاهيم والعلاقات القائمة بين عناصره
4.     الثقة بالنفس عامل مهم يعين صاحبه على الأداء الجيّد ويساعده على المبادأة وابتكار الحلول للمواقف التعليمية المختلفة وهو عامل نفسي يشير الى العمل باطمئنان وجرأة.

يمكن تقسيم الكفايات الى كفايات شخصية وكفايات مهنية لابد من توافرهما في المعلم ، لابد من أن يكتسبهما سواء في برنامج الاعداد أو في أثناء الخدمة والقسمين تتكون منهما شخصية المعلم المهنية ولابد من التوازن فيهما بحيث لا يطغى احدهما على الآخر حتى يستطيع أداء دوره بكفاءة جيدة وبمهنية متينة .
كفايات المعلم الشخصية:( عبدالغني ابراهيم محمد :2005م:26)
أن أهم كفاية للمعلم الأقتناع بالعمل في مجال التعليم لأن ذلك له أبعاده الأيجابية على صحته النفسية لذلك كان لابد له ان يشعر في قرارة نفسه ان مزاولة مهنة التعليم عبادة يثاب المرء عليها وأنها خدمة اجتماعية لها أثرها الكبير والفعَال في تقدم وتطور المجتمع وتشكيل نستقبل الأمة . وأن يكون المعلم  قدوة حسنة لتلاميذه ،لابد من الأهتمام بمظهره العام وهذا مايساعد الناس على تقبله ويسهل التواصل معه .وأن يبتعد عن التعصب لفئة .وأن يتمتع بقدر عال من الثقة بالنفس واحترام المواعيد ويحسن ادارة وقته ووقت التلاميذ ،وأن لا يفوت لحظة يمكنه فيها ان يفيد تلاميذه إلا فعل . لأنه يعلَم تلاميذه بأفعاله أكثر من تعليمه لهم بأقواله . وأن يتسم  بسموه الفكري المميز والواضح في سلوكه ،وأن يصبر على تلاميذه وما يصيبه من أذاهم ،وأن يعدل بين تلاميذه وأن يكون موضوعيا ،وأن يكون مرنا في غير ضعف وحازما في غير غلظة وأن يعطي لمهنته وتلاميذه بلا حدود ،وأن يفكر تفكيرَا استراتيجيَا ويقرأ جيداَ اتجاهات المستقبل ، وأن يتقبل التلاميذ ،وأن يعدل بين تلاميذه وأن يكون موضوعيَا ،وأن يكون مرنا في غير ضعف وحازما في غير غلظة، وأن يعطي لمهنته وتلاميذه بلا حدود ،وأن يفكر تفكيرا استراتيجيا ويقرأ جيدا اتجاهات المستقبل ، وأن يتقبل التغير والتطور ،وأن يكون متزن في انفعالاته متوافقا مع نفسه ومجتمعه ،وان يكون طموحا ومثالىا في مظهره .
الكفايات المهنية: (علي راشد:2003م:81 )
التعليم مهنة ويجب ان يتم التعامل معها على هذا الأساس والمهنة لها أصولها وقواعدها ومبادؤها فيجب أن يكتسب المعلم كل الصفات التي تؤهله لأداء واجباته بمهنية وفاعلية ،فيجب أن يتعرف التلاميذ وخصائصهم وسماتهم ومتطلبات المرحلة العمرية وأن يعرف المنهج ويتمكن من مادة تخصصه وطرق تدريسها بصورة فعالة ،كما يجب أن يكون قادرا على تعليم التلاميذ المعارف والحقائق والمفاهيم المختلفة ،وأن يكسبهم المهارات الحياتية التي تتطلبها عملية اندماجهم في البيئة التي يعيشون فيها ،وأن يعلمهم مهارات التفكير وان يكون قادرا على تصميم وادارة الأنشطة التربوية المختلفة ،وأن يكون ملاحظا ومشخصا ومعالجا لأشكالات التلاميذ ،وأن يكون قادرا على إثراء البيئة التعليمية ومعززا لتعلم التلاميذ ،وأن يعمل على تعزيز انسانية التلاميذ وزيادة قدراتهم وأن يعدهم ليكونوا صالحين لأنفسهم ولمجتمعهم ولمستقبلهم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق